المحبّة المعقولة والمودّة العاطفیّة هما أهمّ عاملین لبقاء معهد الأسرة

19 05 2022 559755 شناسه:
image

نقلاً عن إعلاميّ موقع الإسراء الرسميّ:قال سماحة آیه الله الشیخ عبدالله الجواديّ الآمليّ (دام ظلّه) في مراسیم افتتاحیة مؤتمر الإنتاجات الحدیثة في مناسبات الدین والأسرة الدوليّ ضمن رسالة مرئیّة: إنّه بالنسبة إلی تبیین علاقة الدین مع الأسرة لابدّ أن ینظر إلی أنّه ما هو موقف الدین تجاه الأسرة من ناحیة التأسیس والتشکلات الأولیة، ومن ناحیة تربیة أعضاء الأسرة، ومن ناحیة الاهتمام بحوائج أعضاء الأسرة الضروریة المشترکة، ومن ناحیة مانعیة ظهور خلافات في بیت الأسرة، ومن ناحیة علاج ظواهر أخلاقیة في الأسرة وسائر عناصر هذا المعهد المحوریة.

فأشار سماحته قائلاً: أنّ أصل مؤسسة الأسرة وبنائها ووجودها وسلامتها ورفعتها فإنب الله هو المتکفّل بذلك کلّه من دون أن یستفتیه أحد.

قال سماحة الشیخ (مدّ ظلّه): إنّ أصول الأسرة تنظّم من الحاجة الحقیقیة والغریزیة، فلا حیاة إنسانیة لرجل من دون مرأة ولا حیاة إنسانیة لمرأة من دون رجل؛ فإنّ الرجل هو حاجة المرأة الغریزیة المحتومة وحاجة کلّ رجل الغریزیة المحتومة هي المرأة فلهذا خلق الله تعالی آدم ومعه حوّاء وجعل آدم مع حوّاء فقال کلاهما حقیقة واحدة فلم یخلق الله تعالی خلقاً ناقصاً.

إنّ للأم والأب دوراً أساسیّاً في التربیة

إنّ سماحة آیة الله الشیخ عبدالله الجواديّ الآمليّ (دام ظلّه)؛ بعد بیان أنّ للوالدین دوراً کبیراً في التربیة قال: إنّ الأمّ والأب هما خلیفتا الله فلهما دورٌ أساسيّ في التربیة فهما کما أنّهما یکونان خلیفتین إلهیین في تبیین الأحکام ونشرها والمعارف والحِکم فإنّهما خلیفتان إلهیّان في الإیجاد والإبقاء، والتربیة ونشأة الإنسان، فلو کان کانت نشأة وخلقة الطفل أمرین قابلین للطرح وهو کذلك؛ فإنّ الله یهدي هذه النشأةقةأمراًکان صنعکروا لاا ف میراثال عن طریق الوالدین؛ ولأجل هذا قال: اشکروا الله لکونه مستخلفاً عنه واشکروا الوالدین لکونهما خلیفتي الله.

إنّ نعمة الوجود من ناحیة الله لا تتحقّق إلّا عن طریق الوالدین؛ فلم یکن هناك حقّ أکبر من حقّ الوالدین لإنّه لم یکن هناك نعمة أفضل من نعمة النشأة والتربیة.

عرّف سماحته (دام ظلّه) المودة والمحبة في عهد الأسرة من عناصر بقاء الأسرة وقال: إنّ عاملي المودة والمحبة موجبان لحفظ الأُسَر.

إنّ الله تعالی قال: خلق من الإنسان الذکر والأنثی؛ فألّف بین القلوب أولّاً؛ فقال للوالدین إنّ هذه الودیعة الإلهیّة التي ودّعها الله تعالی إیاکم وهذه الجاذبة التي أعطاکم إیاها أي المحبة والمودّة والرغبة فلا تبدّلوا هذه الجاذبة إلی دافعة؛ ولا تبدّولوا هذه المحبة إلی عداوة؛ وفلا تکفروا بالنعم واعرفوا الحقّ.

قال سماحته (حفظه الله) مردفاً أقواله: فلا یستطیع أي عامل أن ینظّم معهد الأسرة إلّا حفظ المودة والمحبة.

المحبّة المعقولة والمودّة العاطفیّة هما أهمّ عاملین لبقاء معهد الأسرة

إنّ سماحته (حفظه الله) بعد ما أشار إلی کون المحبة المعقولة والمودة العاطفیة من أهمّ عوامل بقاء معهد الأسرة قال: إنّ المودة أعلی درجة من المحبة.

تلك المحبة المملوئة، تلك المحبة الرقیقة والدقیقة، تلك المحبة الفعّالة، تلك المحبة التي تتقاطر من العاطفة إلی العقل ومن العقل إلی العاطفة؛ فتلك ما تمسمّی بالمودة والتي أصبحت أجراً لرسول الله تعالی، إذن إنّ أهمّ عامل یقوم بتأسیس الأسرة هي محبة تکون معقولة ومودة تکون عاطفیة؛«وجعل بینکم مودّة ورحمة».

إن البرمجة وتقسیم العمل من سائر عناصر بقاء الأسرة

بعد ما أشار سماحته (حفظه الله) إلی کون البرمجة وتقسیم العمل من عناصر بقاء الأسرة قال: إنّ العنصر الآخر لبقاء الأسرة البرنامج، والنظم، وتقسیم العمل في الأسرة، ومرتبة تقسیم العمل بعد تقسیم العواطف. قال: وإن کان الرجل هو المسؤول عن تأمین حاجات البیت وأمثالها إلّا أنّه تأمین السکینة علی عاتق المرأة.

إنّ سکینة الأسرة بید المرأة

قال سماحة الشیخ (حفظه الله): لم یکن تأمین السکینة بید الرجل، فإنّ تلك القدرة الحاذقة، والصبر، والصفح، والعاطفة إنّما هي في وجود النساء والأمّهات، إنّ هذه القدرة الروحیة التي تستطیع من خلالها تحمّل الأزمات فهذه سکینة لا سکون؛ وقد أعطی الذات الأقدس الإلهيّ هذا الجمال والجلال لها؛ فقال: إنّ سکینة الأسرة بید المرأة، فهي التي تدیر، وتتحمّل تلك المشقّة، فإنّ ذلك الجلال للأمّ حتی تتمکّن من تربیة الطفل فإن کان الأمر کذلك فسیتربّی الأطفال صالحین حینئذ.

لزوم تعدیل التوقعات بین الزوج والزوجة

إنّ فضیلة الشیخ (دام بقاؤه) أکّد علی تعدیل التوقعات بین الزوجین ضمن توصیة وجّهها للمخاطبین ثمّ قال: إنّ تعدیل الحفاظ علی الزوج والطرف الآخر بنحو لا یقصّر الزوج في تأمین الحاجات بمقدار الضرورة واللزوم وبنحو لا تتوقّع منه الزوجة أکثر من ذلك؛ وإنّه عمل صعب حقّاً. ولکنّ الأسرة هذه تنتج الولد الصالح، هذا هو الولد الصالح الذي یستطیع حفظ البلد والنظام والحکومة في أوقات الخطر ویخلق الفخر وعشرات برکة أخری.

ضرورة الملاطفة في العلاقات الأسریّة

إنّ سماحة آیة الله الشیخ عبدالله الجواديّ الآمليّ (دامت أیّامه) بعد الإشارة إلی أنّ الملاطفة في الأسرة عامل أوليّ أساسيّ قال: إنّ في جریان العلاقات الأسریّة إنّ الملاطفة لها الحکم الأساسيّ، حیث إنّه لو أراد کلّ من الزوجین أن یقولا ما یریدانه ویهیّئان ما یقصدان فیمس الأسرةَ السوءُ.

لقد أثر عن الإمام الرضا (علیه أفضل صلوات المصلّین) أثراً نورانیّاً یتکلّم حول الأرحام والحواریین بشکل عام وحول الأسرة؛ أي: الزوجین؛ وأعضاء الأسرة بعضهم مع بعض بشکل خاص؛ إنّه (علیه السلام) قال:«تزاوروا»؛ أي: اذهبوا للزیارة بعضکم من بعض فلا تتقرّقوا؛ لإنّه عندما تجسلون بعضکم من قرب بعض فإنّکن تتحدّثون بحدیثنا وإنّ حدیثنا یوجد العاطفة، والشفقة والمودة والوفاء والصفاء.

إنّ للرجل والمرأة حقیقة واحدة

قال سماحته (متّع الله المؤمنین بطول بقائه) إنّ روح الإنسان التي هي مجرّدة فلا یشوبها الرجولیّة والأنوثیّة وهما کلاهما إنسانان؛ فإنّ تربیة الدین الحقیقیة هي متعلقة بالروح وأمّا أعضاء البدن فإنّما هي تابعة للروح وإنّما هذا البدن الذي فیه صنفان لا أن یکون الرجل والمرأة نوعین أو حقیقتین! کلّا إنّهما حقیقة واحدة مسمّاة بـالإنسان وهذه الحقیقة مجرّدة وتشترك في جمیع الأحکام والحِکم وإن اختلفت في الخصوصیّات.

إنّ سماحته الشیخ العلّامة (حفظه الله) بعد از الشکر والتقدیر من القائمین بهذا المؤتمر قال: نسئل الذات الأقدس الإلهيّ أن یهدي المجتمع إلی الدین، ویعرّفهم علی مسائل النکاح ویطلعهم علی کون الطلاق سمّاً مهلکاً؛ فلیعرف الرجال قدر النساء ولتعرف النساء قدر الرجال؛ اعرفوا قدر تربیة الأطفال؛ ویعرفوا قدر إنسانیّة الإنسان حتّی یقدّم هذا النظام الإهيّ إلی ساحة ولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف).