بيان لمؤتمر عرفان أهل البيت (سلام الله عليهم) الوطني

01 03 2023 1140372 شناسه:

موقع إسراء الرسميّ: تمّ انعقاد مؤتمر عرفان أهل البيت (سلام الله عليهم) الوطني في معهد الثقافة والفكر الإسلامي بحضور المفكّرين والمثقّفين في هذا المجال وذلك ببيان مرئي من سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي.

قال آية الله العظمى الجوادي الآملي في هذا البيان: تعلمون أنّ سعة العلم هي بسعة المعلوم من جهة، ومن جهة أُخرى هي بسعة نظرة العالم، ففي الهيكل الإلهي لا يوجد نقص من جهة المعلوم؛ أي: أنّه من أعلى نقطة في السماء إلى أبعد وأدنى نقطة من الأرض هي مائدة المعلوم، ولا يوجد في مشهد الخلقة ما يحرم التعلّم منه، أو لا يستطيع الإنسان أنْ يتعلّمه؛ إذا كان شخصٌ ما لا يستطيع التفكير، أو لا يستطيع التفكير بشكل صحيح، أو غير قادر على استخدام تفكيره، فهذا نقصه وضعفه.

وذكر سماحته: أنّ مسألة الاقتصاد، والتجارة، وأمثال ذلك في العلوم الإنسانيّة، هي جزء من العلوم الفرعيّة؛ لكن المسألة الأصليّة والأساسيّة في العلوم الإنسانيّة هي الأنثروبولوجيا (علم الإنسان أو الدراسة العلميّة للإنسان) التي قد تمّ إهمالها، وهي: هل أنّ الإنسان عند ما يموت يصبح مثل الشجرة التي تجف بعد عمر من كونها خضراء، ثمّ تصبح حطباً ولم تعد شيئاً بعد ذلك، أم أنّه مثل الطير الذي كان في القفص، والموت هو عبارة عن فتح باب القفص وتحرير الإنسان؟ فالبشر اليوم لا يفكّر فيما سيحدث لاحقاً على الإطلاق!

وقال سماحته: إنّ بيت الترجيع للعلوم هو أنْ لا ننسى أنّه كلّ ما لدى العلم هو من المعلوم (أولاً)، والمعلوم هو مثلّث (ثانياً)، وإذا أعطى تقدّم العلوم المادية للإنسان تلك الجرأة لتشويه هذا المثلث (ثالثاً)، فهذا المشوّه مفيد للثلاجة، ولا يفيد الحوزة العلميّة ولا الجامعة (رابعاً)؛ لأنّ المعلوم الذي لا يتكلّم ولا يهدي، هو مفيد للثلاجة.

 

وتابع سماحته: أنّ المعلوم الميت يعطي علماً ميتاً، والعلم الميت لا يحيي العالم؛ وحينئذٍ لا يمكن القول بأنّ العلماء أحياء وهم جزء من المجتمعات البشريّة الحيّة.

وقد صرّح سماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي: أنّ كلّ ما ورد في كلمات الأئمّة (سلام الله عليهم) المنيرة هو مصنّف، فالطبقة السفلية منها هي أنّه يجب علينا أنْ نتعلّم الأشياء التي تحل مشاكلنا اليوميّة؛ قال [أميرالمؤمنين] (سلام الله عليه): «مَنْ‏ وَجَدَ ماءً وتُراباً ثمَّ افتَقَر فأبْعَدَهُ الله‏» [1]؛ فالشعب الذي عنده أرض، وعنده ماء، وعنده تراب بحد الكفاية، ومع ذلك يحتاج للآخرين، ولديه فقراء، ويعاني من مشاكل اقتصاديّة، أبعده الله من رحمته.

وقال سماحته: على المنتقدين أنْ يتصرّفوا بحذر في تعلّم العلوم وكذلك في دراستها وكفاءتها، وعليهم أوّلاً) أنْ يعرفوا ما هو العلم اللازم للبشر الحالي، وثانياً) كيف يمكن انتقال هذا العلم إلى المجتمع، وثالثاً) كيف يمكن ارتفاع مستوى المجتمع لكي يكون لدينا مجتمع مثقّف.

وذكر سماحته: إذا قالوا: انتقدوا، أي: انصحوا، فالنصيحة ليست بالكلام أو الكتابة أو الاعتراض، بل هذه كلّها لوازم للنصيحة؛ إنّما إبرة الخياطة تسمّى «المنصحة»، والخيّاط يسمّى «ناصح»، فإذا قالوا: أنتم انصحوا مسئوليكم، فهذا يعني أنّه عليكم حياكة ثوب يناسب نظام الجمهوريّة الإسلاميّة حتّى تحفظ كرامته وكرامة الآخرين، وإلّا فإنّ الانتقاد لا يعني نصيحة المسلمين ونصيحة أئمّة المسلمين [بالكلام أو الكتابة أو الاعتراض]، بل هو بمعنى خياطة الثوب، والحفاظ على الكرامة، والحفاظ على النظام، والتحلّي بالنصح، والعمل بالمنصحة، ونأمل أنْ تعتني هيئة النقد لهذه النقطة الدقيقة أيضاً.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الحر العاملي، وسائل الشيعة (ط: مؤسسة آل البیت عليهم السلام): ج 17، ص 41، ح 21930.

دانلود فایل تصویری
دانلود فایل صوتی

دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات

چند رسانه ای