27 11 2022 828546 بطاقة تعريف:
image

إجابة آية الله العظمى الجوادي الآملي على سؤال البروفيسور كارتانيجارا حول أهميّة الفلسفة في العالم المعاصر

موقع إسراء الرسميّ: التقى البروفيسور مولادي كارتانيجارا (prof. mulyadhi kartanegara)، أُستاذ الفلسفة الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة في جاكرتا من اندونيسيا، صباح اليوم بآية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.   موقع إسراء الرسميّ: التقى البروفيسور مولادي...

موقع إسراء الرسميّ: التقى البروفيسور مولادي كارتانيجارا (prof. mulyadhi kartanegara)، أُستاذ الفلسفة الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة في جاكرتا من اندونيسيا، صباح اليوم بآية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.

 

موقع إسراء الرسميّ: التقى البروفيسور مولادي كارتانيجارا (prof. mulyadhi kartanegara)، أُستاذ الفلسفة الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة في جاكرتا من اندونيسيا، صباح اليوم بآية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي وتحدّث معه أثناء حضوره بيت سماحته.

وقد صرّح آية الله العظمى الجوادي الآملي في هذا اللقاء أنّ قيمة العلم في المعلوم، وقال: تمام قيمة العلم في المعلوم، ومَنْ يعلم المعلوم جيّداً علمه قيّم، وإذا لم يعرف المعلوم بشكل صحيح، فإنّه غير ناجح في العلم.

وقال سماحته: سواء كان المعلوم في السماء أو في الأرض، وسواء كان إنساناً أو غير إنسان، فهو من خلق الله، والله سبحانه هو الذي عرّف المعلوم، ولأنّ الله خلق المعلوم فهو عالمٌ بحقيقته.

وتابع سماحته: جميع المعلومات، سواء كانت سماويّة أو أرضيّة، وسواء كانت متعلّقة بالإنسان أو بالکون أو بينهما، فهي مشتركة في حقيقة واحدة، وكلّ معلوم يشترك في ثلاثة عناصر، وتلك العناصر الثلاثة هي: ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه (20) / 50]؛ عندما قال فرعون لموسى: إنّكما أتيتما من عند الله، ومن هذا الإله؟ قال موسى: إلهي هو الإله الذي كلّ ما خلق فهو مثلّث، أي: السماء وما فيها، والأرض وما فيها، موجودٌ ذا ثلاثة أضلاع؛ لقد خلق الله كلّ شيء بشكل منظّم وهادف وبحفظ جميع العناصر الداخلية.

وقال سماحته في توضيحه لهذا الأمر: إنّ أحد أضلاع الإنسان هو النظام الفاعلي، وهو خالقه، وهذا هو الضلع الأوّل؛ والضلع الثاني هو النظام الداخلي الذي تمّ إنشاؤه علميّاً وتحقيقيّاً؛ والضلع الثالث هو النظام الغائي الذي تمّ إنشاؤه هادفاً، وهو ليس عبثاً؛ وبتعبير آخر: أنّ ضلعه الأوّل هو «التوحيد» (خلقه الله)، والضلع الثاني هو «المعرفة» (خلقه بعلم)، والضلع الثالث «الهادف» (خلقه بحكمة).

وقد صرّح آية الله العظمى الجوادي الآملي بأنّه لا موجود إلّا وله هذه الأضلاع الثلاثة، وقال: لقد شوّه الإنسان هذا المثلّث اليوم؛ أي: أنّه أخذ ضلع النظام الفاعلي منه، وکذلك أخذ ضلع النظام الغائي ـ وهو الضلع الثالث ـ منه، وبالتالي «مَنْ خلق الأرض؟» سؤال بلا إجابة، «لماذا خلق؟» أيضاً سؤال بلا إجابة، وکذلك أجری هذا المثلّث المشوّه حول الإنسان؛ أي: «مَنْ خلق الإنسان؟» فإنّه لا يسأل ولا يجيب، «لماذا خلق الإنسان؟» فإنّه لا يسأل ولا يجيب، وهذا المثلّث المشوّه هو جنازة مثلّجة، والجنازة المثلّجة لا تستطيع حلّ مشاكلها فکيف يمكن لها أنْ تحلّ مشاكل الآخرين؟!

وقال سماحته: أنّ العالم الحالي يتعامل مع الکون هكذا؛ إنّهم يفهمون مسائل كثيرة ولكنّهم مغسّلون الموتى، يفهمون الأرض الميتة، ويفهمون السماء الميتة، ويسافرون من الأرض إلى السماء بسفرة ميتة، ولكنّهم لا يفهمون کيفيّة التعامل مع الآخرين؟!

قال آية الله العظمى الجوادي الآملي، ردّاً على سؤال البروفيسور مولادي كارتانيجارا حول «أهميّة الفلسفة في العالم المعاصر»: من حيث أنّ أصل الفلسفة هو الرؤية الکونيّة، ونحن جزء من الکون، فمعرفة النفس (أي: من أنا؟ من أين أتيت؟ إلى أين أنا ذاهب؟ وما هو زادي؟) جزء من مسائل الفلسفة؛ فالمبدأ ـ وهو الأوّل ـ تحدّده الفلسفة، والمعاد ـ وهو الآخر ـ تحدّده الفلسفة، وما بين البداية وأداء واجبي، تحدّده الفلسفة، ومسألة الوحي والنبوّة تحدّدها الفلسفة، ومسألة المعاد تحدّدها الفلسفة، والأهمّ من ذلك، أنّ العلاقة بين الإنسان والعالم الذي حدّدها الله أيضاً تحدّدها الفلسفة؛ ولكن مع هذا کلّه يجب تعلّم الفلسفة من خلال القرآن.

وقال سماحته في ختام كلمته أمام هذا الأُستاذ الجامعي الاندونيسي: اقتراحي أنْ تعيش بلادك عيشة قرآنيّة، وتکون مع القرآن، هذا القرآن يخاطب جميع الناس في مستواهم، وهو يعتبر العالم حيّ وهادف، ويعتبر الإنسان أبديّاً، ويقول: لن يضيع شيء، اليد التي أخطأت، أو أعطت رشوة، أو حصلت على رشوة، عندما تدخل المحكمة الإلهيّة، وعندما يسأل الله الإنسان في يوم السؤال والجواب من خلال الأنبياء والرسل: ماذا فعلت؟ بمجرد أنْ يذهب الإنسان لينكر، تشهد هذه اليد عليه. إذا حدث هذا، وإذا تشكّلت هذه النظرة للإنسان بأنّ اليد حيّة، وتفهم الأشياء، وتحفظ، وأنّها أمينة في هذا الحفظ، ومتحدّثة باسم الله في المحكمة الإلهيّة، وأنّ الجمادات تفهم، والأرض تشهد، واليد تشهد، والرجل تشهد، فمثل هذا الإنسان لا يضلّ ولا يعيق طريق أحد.

 

 

 

 


دیدگاه شما درباره این مطلب
أضف تعليقات