موقع إسراء الرسميّ: أكّد آية الله العظمى الجوادي الآملي، في كلمة له بمناسبة ذكرى استشهاد السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، على ضرورة إحياء ذكرى استشهاد سيّدة نساء العالمين (سلام الله عليها)، وقال: إنّ إحياء ذكرى استشهاد سيّدة نساء العالمين (سلام الله عليها)، هو لکي نقتدي بها ومن ثمّ نذرف الدموع في مأتمها وننال الأجر.
بحسب تقرير مراسل موقع إسراء الرسميّ: أكّد آية الله العظمى الجوادي الآملي، في كلمة له بمناسبة ذكرى استشهاد السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، على ضرورة إحياء ذكرى استشهاد سيّدة نساء العالمين (سلام الله عليها)، وقال: إنّ إحياء ذكرى استشهاد سيّدة نساء العالمين (سلام الله عليها)، هو لکي نقتدي بها ومن ثمّ نذرف الدموع في مأتمها وننال الأجر.
وقال سماحته: الموضوع الرئيسي هو التعرّف على سيرة تلك السيّدة [سلام الله عليها] وسنّتها والعمل بهما؛ إنّ سيرة تلك السيّدة [سلام الله عليها] وسنّتها، في توحيدها وتحمّلها؛ أي: أنّها كانت موحّدة كاملة، ومثابرة تماماً؛ لم يكن لديها أيّ مشكلة علميّة في مسائلها الدينيّة، ولم يكن لديها أيّ مشكلة عمليّة في مسألة السجيّة، والتوجّه، والعمل.
وذکر سماحته: إذا قالوا احيوا ذكرى استشهاد هذه السيّدة [سلام الله عليها]، فليس هذا فقط من أجل الضرب على الصدور، والرثاء، وذرف الدموع؛ فهذا جزء من العشرة بالمائة، والتسعون بالمائة هو من واجبنا اتباع الرأي العلمي لتلك السيّدة [سلام الله عليها]، واتباع دوافعها الصادقة، ذلك العشرة بالمائة هو البکاء؛ من خلال البكاء بدون معرفة، والبكاء بدون مثابرة، قد يحصل الإنسان على جزء من الأجر، ولكنّه لن يصل إلى النقطة التي ينزل فيها ملكٌ عليه، ويمكننا أنْ نصل إلى نقطة حيث تنزل علينا الملائكة، ولقد أعطانا الله هذا الوعد.
وشدّد سماحته على ضرورة معرفة شخصيّة الصدّيقة الطاهرة (سلام الله عليها)، وقال: إنّ الحديث عن شخصيّة سيّدة نساء العالمين [سلام الله عليها] مهمٌ من هذه الجهة، لأنّها كسائر الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) قدوة للمجتمعات البشريّة؛ وكما أنّ النبيّ والإمام، قدوة لكلّ أفراد المجتمع (رجالاً ونساء)، فإنّ النساء الفاضلات في العالم أيضاً قدوة لجميع أفراد الأُمّة (رجالاً ونساء)، وکما أنّ أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) قدوة وإمام، فإنّ فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) أيضاً وليّة الله (لكلّ من النساء والرجال)، وهي مثال البشر، وقدوة للبشريّة، رجالاً ونساءً.
وقد صرّح آية الله العظمى الجوادي الآملي أنّ السيّدة الزهراء [سلام الله عليها] هي حجّة الله على الحجج الإلهيّة، وقال:
وما يقوله الإمام المعصوم، من أنّه «نحن حجج الله على الخلق وفاطمة حجّة الله علینا» لأنّها الواسطة للفيض؛ وهذه العلوم الموجودة في مصحف فاطمة [سلام الله عليها] قد وصلت إلى الأئمّة اللاحقين بواسطة تلك السيّدة لنساء العالمين؛ وحتّى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه) أيضاً کان يستدل في بعض المسائل الفقهيّة والحقوقيّة بقول فاطمة [سلام الله عليها]، ويقول: قالت فاطمة ذلك! إذا كان هناك موضوع من فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) فهي «حجّة الله»، وفي الحجّيّة، تُشترط العصمة، لا الإمامة؛ لذلك، إذا لم يكن الشخص إماماً، ولکن كان معصوماً، فإنّ قوله حجّة في کلّ من الأصول، والفروع، والفقه، والحقوق؛ إنّها مکانة عظيمة لهذه السيّدة، بأنْ يستند عليّ بن أبي طالب [سلام الله عليه] بكلامها ويستدلّ به، ويقول: «قالت فاطمة ذلك»، وهذا هو «حجّة الله». وعند ما يخبر الإمام الصادق [سلام الله عليه] عن درجات الجنّة، ثمّ يُسأل عن ذلك بأنّ هذه المطالب غير موجودة في القرآن الكريم، فمن أين تقول هذا بأنّه سيكون کذا وكذا في يوم القيامة؟ يقول [سلام الله عليه]: «قالت أُمّنا»، وهذا هو «حجّة الله»؛ «نحن حجج الله على الخلق وفاطمة ـ وهي أُمّنا ـ حجّة الله علینا»، هذه المکانة بالنسبة لتلك السيّدة لدرجة أن المباحث الأُخرى مثل أنّها أعطت قميص زفافها لامرأة مسنّة ليلة زفافها، لا تعتبر مکانة على الإطلاق.
وتابع سماحته: الإمام يدرك مکانة فاطمة الزهراء [سلام الله عليها] أفضل من غيره، وسلمان يدركه أفضل من غيره بعد الإمام؛ الأعمال المرتبطة بالأئمّة (عليهم السلام)، سلسلة منها کانت عاديّة وکان يفهمها الجميع، وسلسلة منها کانت غيبيّة وملکوتيّة، وما يريدونه هم، كان يفهمه الناس، لا ما يريده الناس؛ وهل سمع الجميع أنّ الحسين بن علي (سلام الله عليهما) يتلو القرآن؟ سمع من يريده الحسين نفسه، وكذلك الحال بالنسبة لفاطمة الزهراء (سلام الله عليها)؛ حينما رأت عليّ بن أبي طالب [سلام الله عليه] على تلك الحالة، قالت: خلّوا عن ابن عمّي؛ وكانت تراعي الأدب في كلّ الأحوال، ولم تقل: عن زوجي، بل قالت: «خلّوا عن ابن عمّي، فوالذي بعث محمّداً أبي صلّى الله عليه وآله بالحق إنْ لم تخلّوا عنه لأنشرنّ شعري ولأضعنّ قميص رسول الله صلّى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخنّ إلى الله تبارك وتعالى»، فهل رأى الجميع أساس حيطان المسجد تهتزّ؟! قال سلمان: حينما قالت فاطمة (سلام الله عليها) هذا الکلام «فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تقلعت من أسفلها»، وارتفع الغبار، لكن هل رآه الجميع؟! إذ لو رآه الجميع لرجعوا؛ كانت هذه رؤية سلمان، وما رآه عليّ بن أبي طالب [سلام الله عليه] لم يره سلمان أيضاً؛ لمّا قالت فاطمة [سلام الله عليها] هذه الجملة، قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب [سلام الله عليه] لسلمان (رضوان الله تعالى عليه): يا سلمان! أدرك فاطمة؛ أرى أنّ كلا جانبي المدينة يهتزّان! والکلام هنا ليس عن الأساس، وهذا ما تريده لعلي [سلام الله عليه]. کان کثير من الناس حاضرين، فهل رأوا ذلك؟ هؤلاء الذين کانوا حول المدينة، هل شعروا بالزلزال؟! إذاً هذا مرتبط بأنّه أيّ شخص تريد، وأيّ شخص يريدون. قال الإمام علي [سلام الله عليه]: والله، لو نفذت فاطمة [سلام الله عليها] هذا القرار، لساخت المدينة بأهلها؛ وهذه مکانةٌ، فکما يعرف عليّ بن أبي طالب فاطمة (سلام الله عليهما) حتّى سلمان لا يعرفها؛ على الرغم من أنّ له عين ملكوتيّة، والآخرين لا يعرفون مثله؛ والآن بهذه المکانة، يأتوا ويضربوا الباب بجنبها، ويأتوا بالنار ويقولوا: اخرجوا وإلّا نضرم النار في البيت، وتكون تلك السيّدة [سلام الله عليها] بين الباب والحائط !!
ثمّ شرع آية الله العظمى الجوادي الآملي في ذكر مأساة الصدّيقة الطاهرة (سلام الله عليها) مشيراً إلى كلام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد دفنها، وقال:
التفت أميرالمؤمنين [عليه السلام] بعد دفنها إلى قبر النبيّ [صلّى الله عليه وآله وسلم]، وقال: يا رسول الله، هذه فاطمة تأتيك وستنبئك الحال بأنّنا تحمّلنا كلّ مصيبة حفاظاً على الدين، ولم نهمل شيئاً؛ اجتمع الجميع لقمع فاطمة، لأنّهم كانوا يعلمون أنّ مکانة فاطمة [سلام الله عليها] هي مکانة إذا کانت مصونةً، فالولاية أيضاً تکون مصونة، والإمامة أيضاً تکون مصونة؛ قمعوها لکي يشکّکوا في الولاية والإمامة، فستخبرك ابنتك بكلّ هذه الأشياء؛ ثمّ قال [عليه السلام]: «فإنْ أنصرف فلا عن ملالة، وانْ أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله به الصابرين»، ثمّ ودّع من جانب قبر فاطمة [سلام الله عليها] الذي لا يعرفه إلّا أهل البيت (عليهم السلام)، وعاد من جنب القبر بحزن، وأخذ الأطفال أيضاً باحترام من جنب قبر أُمّهم بعيداً، وأخذهم معه إلى البيت؛ يجب أنْ يُؤخذ الطفل من جنب جثّة الأب أو الأُم، أو من جنب قبر الأب أو الأُم بمحبّة، لكن «لا يوم كيومك يا أبا عبدالله»، ابنة أبي عبدالله [سلام الله عليه] كانت تقول بجوار جثّة أبيها: سأبقى هنا، ولکن قام بعض جنود عمر بن سعد يجرّون ابنة أبي عبدالله من جانب جثّة والدها...
«السلام علیکم یا أهل بیت النبوّة ومعدن الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة ورحمة الله وبرکاته»
المصدر: خطاب آية الله العظمى الجوادي الآملي في ذكرى استشهاد السيّدة الزهراء سلام الله عليها (1385 ش / 2006 م / 1427 ق)