«الروح السليمة»
نتمنّى أنْ يهبنا الله عزّ وجلّ جميعاً ذلك التوفيق حتّى نحصد أقصى قدر من الفيض، من ولادة سيّدة نساء العالمين، ولكي ندرك أنّه إذا وصلت تلك السيّدة إلى هذا المقام الرفيع، فذلك لأنّها سلكت طريق إبراهيم الخليل (عليه السلام).
يقدّم الرجال العظماء هدايا عظيمة إلى الله سبحانه، ويقدّم الأشخاص ذوو المستوى المتوسط هدايا ضعيفة ومتوسطة؛ فعطايا كثير من الرجال السالكين طريق الحقّ هو العمل الصالح وهم من ﴿عَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾؛ ولكن هناك رجال عظماء هم من الصالحين، وليسوا من ﴿عَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾، أي: انّ جوهر ذاتهم قد اثمر بالصلاح والفلاح.
وهناك بعض الناس هم مصداق لـ ﴿جاءَ بِالْحَسَنَةِ﴾، عند ما يأتون إلى محضر الله، فإنّ الهدايا التي عندهم وزادهم الذي جاؤوا به هما الأعمال الصالحة: ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها﴾ [سورة الأنعام (6): الآية 160]؛ ولكن عند ما يتعلّق الأمر بإبراهيم (سلام الله عليه)، يقول الله تعالى: ﴿إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلیمٍ﴾ [سورة الصافات (37): الآية 84]؛ أين هذا الملكوت وأين ذلك المُلك؟! فيض البعض وفوزهم، هو ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها﴾، وفيض البعض الآخر کإبراهيم (سلام الله عليه) وفوزهم، هو ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾! إذا أتى شخص بعمل صالح، فإنّ الله يجازيه بعشرة أضعافه، وإذا أتى بقلب صالح وسليم، فإنّ ما سيفعله الله، وكم سيرفع جوهر الوجود، ليس واضحاً!
الصدّيقة الطاهرة، وحجة الله البالغة، وصاحبة العصمة الكلّيّة والعصمة الكبرى، السيّدة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)، «جاءت ربّها بقلبٍ سلیم»! وکلام تلك السيّدة هو: «مَنْ أَصْعَدَ إِلَی اللهِ خَالِصَ عِبَادَتِهِ أَهْبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَفْضَلَ مَصْلَحَتِه» [المجلسي، بحار الأنوار (ط: بيروت): ج 68، ص 184، ح 44]، ولأنّها كانت هي من أهل الخلوص وسالمة القلب، فقد دعتنا إلى الإخلاص.
آبارات الإيرانية:
https://www.aparat.com/v/YoRV5
# ذكرى مولد السيّدة الزهراء (سلام الله علیها)
# آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي
# بيان بمناسبة ذکرى مولد السيّدة الزهراء (سلام الله علیها)
التاريخ: 25 / 01 / 1393 هجري شمسي (14 ابريل 2014 / 13 جمادي الثاني 1435)